قرارات مهمة من البنوك المركزية العالمية.. فهل تتوقف عن رفع أسعار الفائدة؟
تترقب الأسواق خلال شهر سبتمبر الجاري قرارات مهمة من البنوك المركزية العالمية بشأن أسعار الفائدة، وسط تساؤلات عن موقف هذه البنوك من رفع أسعار الفائدة بعد مرور أكثر من عام حتى الآن من تشديد السياسة النقدية.
وكان بنك إنجلترا من بين أوائل البنوك المركزية عالمياً التي بدأت مسيرة رفع الفائدة في ديسمبر 2021، بزيادة قدرها 25 نقطة أساس، ثم تبعه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في مارس 2022 بزيادة مماثلة للفائدة.
في حين تأخر البنك المركزي الأوروبي قليلاً ليبدأ دورته في يوليو 2022، مع زيادة أسعار الفائدة 50 نقطة أساس، وكانت هي أول زيادة لمعدل الفائدة الأوروبية منذ عام 2011.
واستمرت البنوك المركزية على مدار الفترة الماضية في رفع أسعار الفائدة في محاولة لكبح جماح التضخم، التي تزايد مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع أسعار الغذاء والطاقة العام الماضي.
الاحتياطي الفيدرالي
تقدر الأسواق احتمالية بنسبة 93% أن يبقي الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في سبتمبر دون تغيير.
ومع ذلك، لا تزال هناك مجموعة كبيرة من البيانات الاقتصادية التي يجب على المستثمرين مراقبتها قبل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، بما في ذلك بيانات التضخم. ومن المقرر أن يصدر مؤشر أسعار المستهلكين لشهر أغسطس في 13 سبتمبر، في حين من المتوقع أن يصدر مؤشر أسعار المنتجين للشهر الماضي في 14 سبتمبر.
وفي الوقت نفسه، من المقرر صدور مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، وهو مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، في 29 سبتمبر.
ووفقاً لتقرير صادر عن «بورصة شيكاغو التجارية»، فإن 90% من مستثمري الأسواق المالية يتوقعون أن يصوت مسئولو الاحتياطي الفيدرالي لصالح توقف مؤقت في رفع أسعار الفائدة خلال اجتماع البنك المقبل يومي 19 و20 سبتمبر، مقابل 60% فقط يتوقعون توقفاً مماثلاً في اجتماع نوفمبر.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الاجتماع السادس له خلال عام 2023 يومي 19 – 20 سبتمبر الجاري لتحديد أسعار الفائدة على الدولار.
وكان الفيدرالي الأمريكي قد أعلن زيادة قدرها 25 نقطة أساس في معدل الفائدة في يوليو الماضي ليصل إلى النطاق 5.25-5.5 %، فيما يُعد الرفع الحادي عشر منذ بداية دورة زيادة أسعار الفائدة في مارس 2022.
المركزي الأوروبي
أظهر استطلاع رأي لصانعي السياسة في البنك المركزي الأوروبي أجرته وكالة رويترز، أن التوقعات منقسمة بالتساوي بين رفع أسعار الفائدة والتوقف المؤقت في سبتمبر، في حين رأى عدد أقل أن التوقف المؤقت هو الأرجح.
ومع ذلك، اتفق الجميع على أنه حتى في حالة التوقف المؤقت، سيحتاج البنك المركزي الأوروبي إلى توضيح أن مهمته لم تُنجز، وأنه لا تزال هناك حاجة إلى مزيدٍ من تشديد السياسة.
وقالوا إن الأمر قد يستغرق أشهر، ربما حتى أوائل عام 2024، للتأكد من أن التضخم في منطقة اليورو، البالغ الآن 3.5%، سيتجه نحو هدف البنك المركزي عند 2%.
وتجتمع لجنة السياسة النقدية في البنك المركزي الأوروبي يوم 14 سبتمبر لتحديد مصير أسعار الفائدة.
بنك إنجلترا
قال نائب محافظ بنك إنجلترا في خطاب له نقلته وكالة رويترز، إن أسعار الفائدة في المملكة المتحدة قد تظل مرتفعة لبعض الوقت، إذ يسعى البنك المركزي للحد من أعلى معدل تضخم بين الاقتصادات الكبرى في العالم.
وأوضح أن التأثيرات غير المباشرة لارتفاع الأسعار، مثل الضغط على أصحاب العمل لرفع الأجور، من غير المرجح أن تتلاشى بالسرعة التي ظهرت بها.
وتتوقع استطلاعات الرأي زيادة أخرى في سعر الفائدة البريطانية من المستوى الحالي 5.25%، إلى 5.5% في اجتماع السياسة النقدية المقبل.
ومن المنتظر أن يجتمع أعضاء لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا يوم 11 سبتمبر الجاري.