صندوق النقد العربي يتوقع نمو اقتصادات الدول العربية 2.2% في عام 2023
في إطار جهوده المتواصلة لدعم صناع السياسات في الدول العربية، أصدر صندوق النقد العربي العدد التاسع عشر من تقريره “آفاق الاقتصاد العربي”.
وتقدم هذه الطبعة تحليلا مفصلا للنمو الاقتصادي واتجاهات الأسعار المحلية بالدول العربية وآفاقها (2023-2024)، مع الأخذ في الاعتبار آخر التطورات الاقتصادية العالمية وتأثيراتها المحتملة على المنطقة.
ويشكل التقرير مورداً مهماً لصانعي السياسات في العالم العربي في التعامل مع البيئة الاقتصادية العالمية المعقدة.
ويهدف التقرير إلى تقديم رؤى حول النمو الاقتصادي واتجاهات التضخم في المنطقة العربية ومجموعات الدول العربية.
ويدرك صندوق النقد العربي أهمية فهم التحديات والفرص الفريدة التي تواجه الدول العربية في عالم مترابط للغاية وينطوي على عدم يقين متزايد، ولذلك فإن هذا التقرير لا يلقي الضوء على الوضع الاقتصادي الحالي فحسب، بل يسلط الضوء أيضًا على إمكانات النمو والتقدم في السنوات المقبلة من خلال التعرف على آراء وتوقعات الخبراء وصناع السياسات في الدول العربية ومصادر النمو في المنطقة العربية، ويتناول هذا العدد أيضًا مساهمة بنود الإنفاق في التضخم في العديد من الدول العربية، إذ يعتبر فهم أهم بنود الإنفاق التي تساهم في التضخم أمراً مهماً وضرورياً لواضعي السياسات في بلداننا العربية لصياغة سياسات نقدية ومالية فعالة، وضمان الاستقرار الاجتماعي وحسن إدارة الدعم والحفاظ على القوة الشرائية.
وبحسب التقرير من المتوقع أن يشهد معدل نمو الاقتصادات العربية انخفاضًا في عام 2023، حيث تشير التوقعات إلى معدل يبلغ حوالي 2.2%، انخفاضًا من حوالي 5.8% في عام 2022. ومع ذلك، هناك جانب إيجابي حيث يتوقع التقرير حدوث انتعاش في عام 2024، حيث من المتوقع أن يصل النمو إلى حوالي 3.3%. وتعكس هذه التوقعات المناخ الاقتصادي الأوسع وتأثير التحديات العالمية المستمرة، بما في ذلك تغيرات أسعار الفائدة وديناميكيات سوق النفط.
فيما يتعلق بالتضخم بالدول العربية، من المتوقع أن يشهد معدلاً مرتفعاً نسبياً يبلغ 9.3% في عام 2023، متأثراً بعوامل مختلفة مثل التراجع في أسعار صرف العملات لعدد من الدول العربية، وتقلبات أسعار الطاقة والمواد الغذائية. ومع ذلك، يتوقع التقرير انخفاض التضخم إلى حوالي 3.6% بحلول عام 2024. وتؤكد اتجاهات التضخم هذه على المشهد الاقتصادي المعقد الذي تعمل فيه الدول العربية والحاجة إلى إدارة سياسات حذرة.
ويؤكد التقرير أيضًا على تنوع الظروف الاقتصادية في جميع أنحاء العالم العربي، ويصنف البلدان إلى مجموعات مصدرة للنفط ومجموعات مستوردة للنفط، تواجه كل منها مجموعة فريدة من التحديات والفرص. والتحليل الوارد في التقرير مفيد لفهم التأثيرات المتنوعة للاتجاهات الاقتصادية العالمية على هذه المجموعات ولتصميم السياسات بما يتناسب مع احتياجاتها الخاصة.
ويعتبر هذا التقرير مكملاً لإصدارات صندوق النقد العربي الأخرى، وخاصة التقرير الاقتصادي العربي الموحد. وبصدور التقريرين يستطيع المهتمون بالشأن الاقتصادي العربي متابعة التطورات الاقتصادية الراهنة في الدول العربية واستشراف آفاق الأداء الاقتصادي في الفترات المقبلة.
ويأمل صندوق النقد العربي أن يكون تقرير آفاق الاقتصاد العربي قيمة مضافة للجهود التي يبذلها لخدمة دوله الأعضاء، وأن يكون أداة قيمة لصانعي السياسات في بلداننا العربية وللمستثمرين والشركات والباحثين على حد سواء، تمكنهم من تحقيق أهدافهم واتخاذ قرارات سليمة والمساهمة في التنمية المستدامة في منطقتنا الحبيبة.