روسيا: ارتباط مصر بتجمع «بريكس» فرصة واعدة للتحول إلى تسويات تجارية بعملات أخرى غير الدولار
أكد سفير روسيا بالقاهرة جيورجي بوريسينكو، أن ارتباط مصر بـ “بريكس” يمثل فرصة واعدة لاستكشاف التحول إلى تسويات بعملات أخرى غير الدولار الأمريكي أو على أساس المقايضة، وهذا من شأنه هذا أن يوفر لمصر مرونة مالية أكبر، فضلاً عن تعزيز السياحة الأجنبية.
وعن العملات الوطنية أكد بوريسينكو أن قيام دول “بريكس” بالتداول بالعملات الوطنية سوف تكون خطوة مهمة نحو الحد من الاعتماد على الدولار الأمريكي واليورو، ومن ثم تدعيم دور عملات “بريكس” في النظام المالي العالمي، موضحا أن بنك التنمية الجديد التابع لـ “بريكس” يتصدر هذه المبادرة، حيث يعمل على توسيع استخدام العملات الوطنية من خلال إصدار سندات بالعملات المحلية.
وأضاف أن بنك التنمية الجديد يستهدف زيادة حصة التمويل بالعملات المحلية إلى 30%، مع تحقيق هدف طويل الأجل يتمثل في عملة موحدة لمجموعة “بريكس”، لافتا إلى أن حصة الدولار واليورو في التجارة الخارجية لروسيا أصبحت أقل من 20% بالفعل وتم معالجة المعاملات الأخرى بالروبل، فضلاً عن اليوان وعملات الدول الشريكة الأخرى.
وأكد السفير الروسي أن انضمام مصر إلى مجموعة “بريكس” يمثل اعترافا دوليا بقوة وإمكانات اقتصادها ويمنحها الفرصة للمشاركة بنشاط في إقامة نظام اقتصادي عالمي أكثر عدالة واستقلالية، في حين يعزز في الوقت نفسه مكانتها داخل مجموعة “بريكس” المؤثرة بشكل متزايد.
وأوضح أن مصر تمتلك إمكانات غير محدودة للتنمية في مختلف القطاعات.. معربا عن اعتقاده بأن عضوية مصر في مجموعة “بريكس” سوف تسهم في تعزيز الجهود بين الدول الأعضاء للاستفادة من القدرات اللوجستية، وتعزيز التأثير التآزري الذي يعزز العلاقات التعاونية داخل المجموعة وهذا من شأنه أن يدعم تنمية الاقتصاد المصري.
وأعرب عن اعتقاده بأن إقامة مراكز لوجستية وطاقة واتصالات في إطار مجموعة “بريكس” المتعددة الأطراف أكثر فائدة لمصر مقارنة بالتعاملات الثنائية مع أعضاء “بريكس” بشكل فردي، مشيرا إلى انضمام أعضاء جدد وبخاصة مصر، إلى مجموعة “بريكس” يعزز بشكل كبير جهود المجموعة الرامية إلى إقامة نظام اقتصادي متعدد الأقطاب جديد، بدعم متزايد من الدول الإفريقية والعربية.
وعن قمة “بريكس”.. أعرب بوريسينكو عن أمله في مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في القمة، التي ستعقد خلال الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر، في مدينة كازان الروسية، وهي تعد أول قمة على أعلى مستوى للدول الأعضاء الجدد بما ذلك مصر، في الوقت الذي يواجه العالم كثيرا من التحديات الاقتصادية والسياسية العالمية التي تحتاج إلى مناقشة من قبل رؤساء الدول الأعضاء.
وأوضح أن الرئاسة الروسية لـ “بريكس” تهدف إلى تعزيز الشراكات الاستراتيجية في مجالات التجارة والاستثمار والابتكار والتكنولوجيا والمجال الاجتماعي، بهدف كلي متمثل في دعم النمو الاقتصادي القوي لدول المجموعة، مشيرا إلى أهمية تعزيز التعاون متعدد الأوجه بين دوائر الأاعمال وتوسيع الاتصالات لمجتمع الأعمال خاصة في قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة والبحث عن أفضل الوسائل لزيادة التجارة والاستثمار.
وأشار بوريسينكو إلى أهمية الاستفادة من بنك التنمية الجديد، وإقامة صندوق سندات العملة الوطنية، وتعزيز شراكة “بريكس” من أجل الثورة الصناعية الجديدة.. لافتا إلى أن هناك نقاشات حول توسيع مجموعة أدوات إعادة التمويل المجتمعية بعملات غير الدولار، وهناك إمكانيات لإقامة نظام دفع جديد أو حتى عملة “بريكس” بحلول عام 2050.. متوقعا أن تجني مصر قريبا أرباحا من عضويتها من خلال الحصول على قرض كبير من بنك التنمية الجديد لمشاريعها التنموية.