الفيدرالي يحسم قرار الفائدة اليوم.. هل يؤثر فوز ترامب على دورة التيسير النقدي؟
يختتم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، اليوم الخميس، اجتماعه السابع هذا العام بشأن مصير أسعار الفائدة، مع توقعات واسعة النطاق لخفض بمقدار 25 نقطة أساس، مع ترقب تصريحات مسئولي البنك للبحث عن إشارات حول مصير اجتماع ديسمبر المقبل.
وتترقب الأسواق قرار الاحتياطي الفيدرالي اليوم بشأن أسعار الفائدة، والذي يأتي بعد فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وقال محللون إن سياسات “دونالد ترامب” التي تجمع بين مستويات الديون المرتفعة والإنفاق المالي المتزايد، ستدفع الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة بوتيرة أبطأ من المتوقعة سابقًا.
وقالوا إن السياسات المالية المتوقعة ستضع الاحتياطي الفيدرالي في صراع مع البيت الأبيض تحت قيادة “ترامب”، حيث ستضع السياسات الجديدة ضغوطًا تصاعدية على أسعار الفائدة، وهو ما قد يتعارض مع خطط البنك المركزي لخفضها.
وفي أحدث توقعات البنك الفيدرالي، من المرجح أن يتم خفض الفائدة إلى نطاق يتراوح بين 3.25% و3.5% بحلول نهاية 2025، من المستوى الحالي البالغ 4.75% و5%.
وقالت وكالة “بلومبرج” الأمريكية للأنباء إن فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية، يهدد بقلب التوقعات الاقتصادية الأمريكية وتغيير حسابات السياسة الفيدرالية في الأشهر المقبلة، كما يجدد التساؤلات حول مدى شراسة ضغوطه على البنك المركزي الأمريكي خلال ولايته الثانية في البيت الأبيض.
وأوضحت الوكالة أن ترامب خلال حملته الانتخابية تعهد بفرض رسوم جمركية أكثر صرامة ضد شركاء الولايات المتحدة التجاريين، وترحيل ملايين المهاجرين غير المسجلين، وتمديد تخفيضاته الضريبية لعام 2017، ووفقًا للعديد من التقديرات، فإن هذه السياسات إذا تم تنفيذها، يمكن أن تضع ضغوطًا تصاعدية على الأسعار والأجور والعجز الفيدرالي.. وهذا من شأنه أن يشكل تعقيدا أمام مهمة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث يسعى المسئولون إلى خفض التضخم إلى 2٪، مع حماية سوق العمل في الوقت نفسه، وفي خضم هذه المهمة الدقيقة، قد يقع البنك المركزي تحت تركيز سياسي غير مريح إذا قرر ترامب اتباع نمطه السابق في مهاجمة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول علنًا.
وبحسب “بلومبرج”، من المتوقع على نطاق واسع أن يقوم مسئولو الفيدرالي اليوم الخميس بخفض أسعار الفائدة المرجعية، بمقدار 0.25%، وهي الخطوة التي ستأتي في أعقاب الخفض السابق 0.5% في سبتمبر الماضي، وذلك مع وجود توقعات بخفض آخر قيمته 0.25% في في ديسمبر، بالإضافة إلى 1% كاملاً من التخفيضات في الفائدة خلال 2025.
ونوهت “بلومبرج” عن أن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي أثار غضب ترامب بشكل متكرر خلال فترة ولايته الرئاسية الأولى (2016-2020)، واستمرت هذه الانتقادات اللاذعة، حيث قال ترامب مؤخرًا في أغسطس الماضي إن باول كان “مبكرًا بعض الشيء ومتأخرًا بعض الشيء” في اتخاذ القرارات السياسية.
وأعرب ترامب أيضًا عن اعتقاده بأن الرؤساء يجب أن يكون لهم “رأي” في سياسة أسعار الفائدة في بنك الاحتياطي الفيدرالي، واقترح أن صناع السياسات تصرفوا لأسباب سياسية عندما خفضوا أسعار الفائدة بنسبة 0.5% أكبر من المعتاد في سبتمبر الماضي.
ورد بعض مستشاري ترامب على المخاوف من أنه قد يسعى إلى التدخل في بنك الاحتياطي الفيدرالي، حيث قال أحد كبار مستشاري ترامب الاقتصاديين، إن ترامب يعي بأهمية استقلال البنك المركزي ودوره في ترسيخ توقعات التضخم طويلة الأجل، والتي ترسخ أسعار الفائدة طويلة الأجل، لكنه يريد أن يكون صوتا مسموعا.
وأشارت “بلومبرج” إلى أن الطريقة الأكثر مباشرة التي يتبعها ترامب للتأثير على الاحتياطي الفيدرالي تأتي من خلال تعيين موظفين رئيسيين في السنوات القادمة، خاصة وأنه صرح بالفعل بأنه لن يعيد تعيين باول، الذي تنتهي ولايته كرئيس للاحتياطي الفيدرالي في مايو 2026، كما تنتهي ولاية محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي أدريانا كوجلر في يناير 2026.
ونقلت الوكالة عن مصادر متعددة مقربة من حملة ترامب، أن المستشار الاقتصادي السابق لترامب خلال ولايته الأولى كيفن هاسيت قد يكون الخيار النهائي لرئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وأضافت الوكالة أن ترامب سيكون قادراً أيضاً على ترشيح نائب رئيس للإشراف، وهو دور تنظيمي قوي يشرف على أكبر البنوك في البلاد، والذي يشغله حالياً ميشيل بار، وتنتهي ولايته في يوليو 2026.